اوسلو – النرويج بالعربية
هل يمكن للأردن أن يضمن بقاء الأزمة السورية خلف الحدود إذا ما بدأ مسلسل «الحسم في الجنوب»؟ هذا سؤال سياسي بامتياز سرعان ما يتحول إلى سؤال «أمني وعسكري» يطرح سيناريوهات «مرعبة جدا» بالنسبة للأردنيين.
اشتداد المعركة عسكريا تحت عنوان «تحرير الرقة»، واستعادتها «داعش»، أصبح ضاغطا على الأردن تحديدا، لأنها ببساطة تعني بأن الاستحقاق «المؤجل والمقلق» يقترب في الطريق.
ولأن القناعة السياسية والأمنية الأردنية بأن معركة الرقة قد تنتهي بمفاجآت تقود إلى المحظور الأول بالنسبة للأردن، وهو تحول الجنوب السوري الملاصق للخاصرة الشمالية للمملكة الأردنية إلى مسرح عمليات متسع يمكن أن تستخدم فيه أسلحة ثقيلة، بما ينتج عن ذلك من فوضى لا يمكنها أن تكون خلاقة.
الأردن الذي بدأ يتحدث بلغة الحرب عندما أعلن الملك عبدالله الثاني «أننا سندافع عن حدودنا في العمق السوري» في إشارة واضحة تؤكد استعداد عمّان لنقل جنودها من الأرض الأردنية إلى داخل العمق السوري، وهو ما دفع المتحدث الرسمي للحكومة الأردنية وزير الإعلام محمد المومني ليهدد عبر شاشة التلفزيون الأردني الرسمي بعمل عسكري داخل سورية، في حال اضطرار بلاده لحماية حدودها.
تصريحات المتحدث الرسمي الأردني المومني أثارت ردود فعل كبيرة دفعت القوى السياسية المحلية لتحذير الحكومة من توريط الجيش في أي حرب مقبلة، محذرة من مخاطر دخول الأراضي السورية، أما على مستوى نظام الأسد، فرد وليد المعلم بأنه سيتم التعامل مع القوات الأردنية على أنها معادية في حال تخطيها الحدود وسيكون الرد عليها حاسما.
وقال المعلم إن المواجهة مع الأردن ليست واردة إلا في حال دخول قوات أردنية إلى الأراضي السورية وستعتبر حينها قوات معادية، حسب تعبيره.
يذكر أن الأردن -الذي يزيد طول حدوده مع سورية على 375 كيلومترا- من أكثر الدول استقبالا للاجئين السوريين الهاربين من الحرب، إذ يوجد فيه نحو مليون و390 ألف سوري، نحو نصفهم مسجلون بصفة لاجئ في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.