اوسلو – النرويج بالعربي
يسير ياسين عراقيا، المهاجر المغربي في النرويج والمنحدر من مدينة الدار البيضاء، بخطوات ثابتة في شق طريقه في العمل السياسي بالنرويج، بعد أن حظي لمرات عديدة بثقة الحزب الليبرالي المحافظ، حيث قدمه الحزب مؤخرا ضمن قائمة مرشحيه الـ25 بالعاصمة أوسلو، من أجل خوض غمار الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في غضون شهر شتنبر المقبل.
ويعدّ عراقيا من بين المهاجرين المغاربة القلائل الذين اختاروا أن ينشطوا بشكل كبير في الحقل السياسي النرويجي، ويترشحوا في عدد من المواعيد الانتخابية خلال السنوات الأخيرة، في وقت يقدر فيه عدد الجالية المغربية المقيمة بالديار النرويجية بـ12 ألف مغربي، منهم ما يناهز 3000 مهاجر تمكنوا من الحصول على الجنسية.
وقال ياسين عراقيا، الذي أمضى 27 سنة في الديار النرويجية، إن هذا الترشيح الذي حظي به كان على مراحل؛ فقد بدأ منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، وكانت لائحة المرشحين تضم 108 مرشحين.
وأضاف المتحدث أن لجنة للتزكية أشرفت على الانتقاء، وبعدها تم اختيار 64 مرشحا، لتنحصر اللائحة أخيرا على 25 عضوا فقط؛ من بينهم عراقيا، الذي جاء في المركز الـ14، على أن يتم تحديد الترتيب النهائي في وقت لاحق.
وأبدى عراقيا تفاؤله بشأن حظوظه حزبه في الانتخابات المقبلة، حيث أوضح أن عددا من استطلاعات الرأي ترجح كفته منذ الآن للفوز بالانتخابات، مع إمكانية تغير نتائج هذه الاستطلاعات مع الأشهر المقبلة، في وقت يتوفر الحزب على رئاسة الوزارة النرويجية، وله حظوظ كبيرة للمحافظة عليها، “ونحن مجندون لكي نقوم بحملة وتعبئة كبيرة خلال الانتخابات المقبلة”، يقول المهاجر المغربي.
وفيما يخص اهتمام الحزب بقضايا المهاجرين، قال ابن مدينة الدار البيضاء إن هناك اهتماما كبيرا خاصة مع حركات الهجرة خلال السنوات الأخيرة، وأضحى هذا يحظى بتركيز كبير، مشيرا إلى أنه يعمل على إستراتيجية لكي يندمج المهاجرون بشكل أفضل، من خلال تعلم اللغة والانخراط في النوادي الرياضية، فيما اعتبر أن توفير فرص للشغل يبقى من أكثر السبل المساهمة في اندماج المهاجرين الأجانب بالمجتمعات الأوروبية.
وذكر المتحدث ذاته أن الميزانية المخصصة لاندماج المهاجرين تزداد كل سنة، كما أن هناك برامج موجهة إلى المهاجرين، من خلال دراسة اللغة وتوفير تكوينات في الشغل، حيث أسهمت مثل هذه البرامج في مساعدة فئة من المهاجرين في للاندماج بالمجتمع النرويجي.
وعن مشاركة الجالية المغربية في الحياة السياسية بالنرويج والدول الاسكندنافية، يقول عراقيا إن تمثيلية هذه الجالية لا تعكس قدمها في المنطقة، داعيا الشباب إلى الانخراط بشكل أكبر في الأحزاب السياسية والترشح في الانتخابات، مشيرا إلى أن فئة كبيرة من المغاربة لا تدلي بأصواتها بشكل كبير، أو لا تؤمن بالسياسة ولا ترى في هذه المشاركة أية أهمية، بسبب الرفاه الذي يعيشونه بالنرويج.