اوسلو – النرويج بالعربي
أعلنت رئيسة وزراء مملكة النرويج إرنا سولبرغ أن العلاقات الروسية – النرويجية تمر بفترة صعبة ومعقدة ولكن هذا لا يمنع الدولتين من التعاون بنجاح في مجالات مهمة.
جاء ذلك في حديث لسولبرغ اليوم الأحد، 5 فبراير/ شباط في مجال تعليقها على عدم حصول بعض أعضاء البرلمان النرويجي على تأشيرات دخول إلى روسيا، وكذلك على مزاعم الأجهزة الأمنية النرويجية الخاصة حول وجود محاولات هاكرز روسية لإختراق البريد الإلكتروني لبعض المسؤولين النرويجيين.
وذكرت سولبرغ أن هاتين الحالتين أطلعتا الجمهور على ما لاحظته السلطات النرويجية منذ فترة طويلة والذي يمكن تلخيصه بالقول إن “العلاقات مع روسيا معقدة” وقالت:” ولكن بين الدولتين هناك علاقات طيبة جدا في المجالات حيث يجب علينا التعاون”.
وأشارت سولبرغ إلى أنه لا يوجد أي جديد من الناحية المبدئية بالنسبة للسلطات النرويجية فيما يتعلق بتصريحات جهاز بوليس الأمن النرويجي المتعلقة بمحاولات قرصنة روسية لاختراق البريد الإلكتروني لموظفي وزارتي الخارجية والدفاع وجهاز الأمن المذكور.
وقالت سولبرغ إن الأجهزة الأمنية في بلادها طالما لفتت الانتباه إلى وجود نشاطات روسية عالية جدا في المجال “السبراني” والآن بات يوجد مثال محدد وملموس.
وتجدر الإشارة إلى أن الشرطة النرويجية أعلنت يوم الـ3 فبراير شباط أن “هاكرز” روس حاولوا في يناير/كانون الثاني اختراق البريد الإلكتروني لبعض المسؤولين النرويجيين.
وفي 1 فبراير/شباط اضطر أحد نواب البرلمان النرويجي لإلغاء زيارة لموسكو لعدم تمكنه من الحصول على تأشيرة دخول إلى روسيا على الرغم من حصوله على دعوة.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، اتهمت محطة الإذاعة النرويجية “NRK” بعض الدبلوماسيين الروس في محاولة للضغط على عمل لجنة “نوبل” للسلام.
نشر قوات امريكية في النرويج
انتقدت روسيا مشروع نشر قوات أمريكية في النرويج، معتبرة أن ذلك “لن يؤدي بالتأكيد إلى تحسين الوضع الأمني في شمال أوروبا”.
وأعلنت النرويج، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الاثنين 24 اكتوبر الماضي، أن نحو 330 من عناصر المارينز الأمريكيين، سينتشرون بالتناوب ابتداء من يناير/كانون الثاني 2017، في مطار فارنس القريب من تروندهايم، لإجراء مزيد من التدريبات والمناورات مع الجيش النرويجي، بحسب ما أعلن رسميا.
وعلى خلفية توتر مع الغرب حول الأزمة في أوكرانيا والحرب في سوريا، انتقدت روسيا هذا الانتشار العسكري على مسافة حوالى 1000 كلم عن أراضيها. وتتقاسم النرويج وروسيا حدودا في الشمال الكبير.
وعلق المتحدث باسم السفارة الروسية في أوسلو مكسيم جوروف، في رسالة إلكترونية مقتضبة على الانتشار بالقول إن “تمركز وحدة من قوة المارينز عددها 330 جنديا بالتناوب في فارنس، لن يؤدي بالتأكيد إلى تحسين الوضع الأمني في شمال أوروبا”.
واعتبرت النرويج التي تعترف بأنها تعول كثيرا على الناتو للدفاع عن أراضيها، أن هذا الانتشار تجربة سيجرى تقييمها العام المقبل، لكن خبراء في النريوج انتقدوا المشروع باعتباره قد يسهم في زيادة التوترات الإقليمية، ويعتبرون أنه ينحرف كثيرا عن السياسة الامنية الوطنية.
ومن أجل تهدئة مخاوف جارها السوفياتي، تعهدت النرويج قبل ان تصبح عضوا مؤسسا للحلف الأطلسي في 1949 بألا تفتح أراضيها لقوات مقاتلة اجنبية “طالما لم تتعرض لهجوم أو لتهديد بالهجوم”.
وتؤكد الحكومة النرويجية أن قوات من الحلف الاطلسي تجري تدريبات منتظمة في البلاد، وأن انتشار قوات بالتناوب لا يعتبر فتح قاعدة أمريكية دائمة.
وتتوافر للجيش الأمريكي حتى الآن في النرويج كميات كبيرة من العتاد العسكري المخزن في أنفاق محفورة في الجبال، لكن لم يرسل بعد قوات إلى هناك.
تفاعلات داخلية نرويجية
تقول التقارير ان النرويج كعضو مؤسس في منظمة حلف شمال الأطلسي، تعتبر الولايات المتحدة حليفها الرئيسي. منذ عام 1949، قامت أوسلو بمناورات عسكرية سنوية مع حلف شمال الأطلسي؛ في عام 2018 ستستضيف مرحلة من تدريبات حلف الناتو (الرمح الثلاثي) ، والتي سيشارك فيها حوالي 25،000 جندي. النرويج لديها عشرات من الجنود في أفغانستان كجزء من مهمة حلف شمال الاطلسي في هذا البلد، وهي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة الدولة الإسلامية .وزير الدفاع النرويجي هو واحد من قلة من وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي الذين دعوا حلفاء حلف شمال الاطلسي الأوروبيين لإنفاق المزيد على الدفاع مع الإقرار بأن تعزيز تقاسم الأعباء أمر بالغ الأهمية للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
ترى الحكومة المحافظة الممثلة برئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ أن وجود القوات الامريكية الوشيك في النرويج يتسق مع سياسة طويلة الأمد من التدريب مع حلفاء الناتو. لكن المعارضين (كثير منهم في أقصى اليسار) قد اطلقوا سيل من الانتقادات ضد السياسة المقترحة في وسائل الإعلام النرويجية، متهمة الحكومة بإقامة وجود عسكري أمريكي في البلاد من شأنه أن يعرض أوسلو لنفوذ أميركي مفرط وسيضع علاقات النرويج مع روسيا في مرحلة خطيرة. الوجود العسكري الأمريكي في النرويج، كما يقولون، من شأنه أن ينتهك إعلان قاعدة في البلاد لعام 1949، التي تنص على عدم تواجد أي قوات للتحالف على الاراضي النرويجية في وقت السلم. وقد ذهب آخرون إلى أن لذلك طبيعة استفزازية من مشاة البحرية الأمريكية ويمكن أن تهدد اتفاق 2010 ترسيم الحدود بين النرويج وروسيا،لأن ذلك يخالف تماما روح المعاهدة ، التي تسعى إلى تعزيز علاقات الجوار مع روسيا وتعزيز القدرة على التنبؤ والاستقرار في المنطقة. تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الصراعات في سوريا وأوكرانيا واتهام واشنطن لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد اجج هذه النار, النرويجية الشعبويين يقولون ان النرويج تعرض نفسها للخطر من خلال استضافة القوات الأمريكية.
وقال نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الدوما الروسي للتلفزيون النرويجي أن “النرويج سوف تعاني” إذا تابعت أوسلو وواشنطن تنفيذ خططهم في Vaernes.
ترامب والنرويج
في ديسمبر الماضي، قال الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في بيان، إن ترامب تحدث هاتفيًا مع رئيسة وزراء النرويج أرنا سولبرج التي هنأته بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال البيان: “بحث الزعيمان العلاقة القوية بين الولايات المتحدة والنرويج”.
وأضاف البيان: “قال الرئيس المنتخب ترامب إنه يتطلع للاشتراك في منتديات لبناء تحالف لتعزيز الروابط مع المجتمع العالمي”، ولم تتضح حتى الان خطط ترامب وهل سيواصل السياسة الاستفزازية لروسيا ام سيكون التقارب على حساب خطط نشر القوات في النرويج.