اوسلو – النرويج بالعربي
تعيش رنا مع أطفالها الأربعة في مدينة جرمانا السورية، وهي منطقة آمنة نسبياً تقع على ضواحي دمشق، حيث لا تعاني هذه المنطقة قصف قوات المعارضة.
تقول رنا، في حديث لها مع الصليب الأحمر: “كان علينا الفرار إلى هذه المنطقة حتى نجد الأمن والسلامة، ولم يكن معنا المال الكافي لنستأجر مكاناً أفضل. كما أننا لا نملك المال لشراء الأثاث والأغطية أو الملابس التي يحتاجها أطفالنا”، بحسب تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
اضطرت رنا إلى التخلي عن وظيفتها كمدرسة حتى تتمكن من رعاية عائلتها، ولكن منزلهم، المتواضع والهش والذي لم تتمكن رنا من تأثيثه، لا يصلح للعيش، خاصة مع بداية فصل الشتاء. لدى رنا بالكاد ما يكفي للحياة؛ إذ تعتمد هي وهالة بالإضافة إلى عمر وعفاف على مساعدات الغذاء التي تقدمها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
مبادرة الصليب الأحمر
وفي مبادرة جديدة للصليب الأحمر بالنرويج بالتعاون مع “ايكيا” وإحدى الوكالات الإعلانية، صُمم نموذج طبق الأصل للمكان الذي تُقيم به رنا حتى يتمكن رواد “ايكيا” من اكتشاف الأمر بأنفسهم، وتهدف هذه المُبادرة إلى جلب واقع البيوت تحت وطأة الحرب الأهلية للمهتمين بالتعرف على حقيقة ما يجري.
ووُضع هذا النموذج، الذي أطلق عليه اسم “25 متراً من سوريا”، بين المعروضات الأخرى في متجر “ايكيا” بأوسلو. وداخل هذا النموذج الصغير، وُضعت على بطاقات “ايكيا” المعروفة قصص ومعلومات وصور عن الحرب وعن حياة عائلة رنا، كما تضمنت هذه اللافتات دعوة للمساعدة والتبرع مع شرح كيفية ذلك.
ونقل تقرير الصحيفة البريطانية عن ماجا فالجريو، إحدى المُشاركات في المُبادرة، قولها: “كنا نعمل مع الصليب الأحمر عدة شهور، جمعنا بعض الصور واللقطات لوضعها بالنموذج، ولكن مهما كانت هذه الصور مؤثرة، فهي لن تجعلك تتعرف على الحقيقة، وحدها الزيارة لمن يعيشون في منطقة الحرب تقربنا من الحقيقة”.
وتابعت: “أدركنا أنه بإمكاننا أن نوفر تجربة مماثلة لرواد (ايكيا) في النرويج. ففي المكان الذي يشغلك فيه التفكير في المُستقبل والتخطيط له، تجد هذا النموذج يُذكرك كم نحن محظوظون”.
يمكن القول إن نموذج منزل رنا كان حملة توعوية ناجحة للغاية؛ إذ قال القائمون على المُباردة إن نحو 40.000 شخص زاروا “ايكيا” في شهر أكتوبر/تشرين الأول عندما كان التحضير للنموذج سارياً، الكثيرون منهم أتوا فقط لمشاهدة النموذج.
وقال الصليب الأحمر إن جهداً أكبر لجمع تبرعات للإغاثة الإنسانية في سوريا نجح في الوصول لجمع نحو 19 مليون جنيه إسترليني.
وأضافت ماجا أن “وضع نموذج لمنزل سوري إلى جوار معروضات المنازل الإسكندنافية كان خطوة شجاعة من المُنظمين، وفي الوقت نفسه بدا واضحاً أن هذه الطريقة لها تأثير أكبر من أي إعلان تلفزيوني في توضيح مدى الحاجة للمساعدة والتبرع”.