اوسلو – النرويج بالعربي
إن كنت تنتظرين مولوداً جديداً، فقد ترغبين في التفكير في قضاء عطلة دائمة في النرويج، فالدولة الإسكندنافية لا توفر أكثر إجازات رعاية الطفل سخاءً في العالم المتقدم وحسب، بل هي أيضاً على الدوام أحد أفضل الأماكن لتكوني أماً (إن لم تكن الأفضل على الإطلاق)، كما أشار التقرير السنوي لمنظمة “أنقذوا الأطفال” Save the Children عن حالة الأمهات في العالم.
الجانب المالي
يمكن للوالدين في النرويج الاختيار بين الحصول على 100% من رواتبهم بانتظام لمدة 49 أسبوعاً أو 80% من رواتبهم لمدة 59 أسبوعاً. وهي من بين أطول بدلات إجازات الأمومة مدفوعة الأجر في العالم (بالإضافة إلى الدنمارك وصربيا اللتين لديهما أنظمة إجازات مساوية، ولكن مع كم المزايا الإضافية الموضوعة أدناه، تعتبر النرويج هي الأفضل!).
حصة الأب
في النرويج، تتكون “إجازة رعاية الطفل” من حصة الأم وحصة الأب (10 أسابيع يجب أن يأخذها كل من الوالدين بالإضافة إلى ثلاثة أسابيع إضافية قبل الولادة، مخصصة للأم فقط). إذا تهاون أيهما في الحصول على حصته، فهو يتخلى عن الإجازات مدفوعة الأجر، والآباء أحرار في تقسيم الوقت كما يشاؤون.
البلدان التي تعترف بحصص الآباء تتمسك بمبدأ المساواة. فهذا النظام يساعد النساء على العودة إلى وظائفهن في وقت أقصر، وتعزيز وضعهن في مكان العمل، وكذلك وضع الوالد في المنزل. لذلك، لدى النرويج إحدى أكبر القوى العاملة النسائية من بين جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي، و83 في المائة من العاملات هن أمهات لأطفالٍ صغار.
استراحة الرضاعة
وفقاً لتقرير “حالة الأمهات في العالم” لعام 2012 ، هناك ارتباط بين طول إجازة الأم وصحة جنينها. مع إجازة أطول، تتمكن الأمهات من إرضاع الوليد لفترة أطول، مما يحد من خطر إصابة أطفالهن بالمرض، والسمنة، والحساسية، وحتى متلازمة موت الرضع الفجائي.
حصلت النرويج على المركز الأول في “بطاقة الأداء لسياسة الرضاعة الطبيعية” لمنظمة “أنقذوا الأطفال”، بسبب مزيج من إجازة الأمومة مدفوعة الأجر السخية، وحقيقة أن هذا البلد يسمح قانوناً باستراحة الرضاعة، بمجرد عودة الأم إلى العمل طالما أنها تحتاج إليها.
يولد نحو 80% من الأطفال في النرويج في المستشفيات التي تتسم بأنها “صديقة للطفل”، بمعنى أنها تشجّع على الرضاعة منذ الولادة وتقدم الدعم اللازم للأمهات.
لا داعي للقلق بشأن الرعاية النهارية
وإن كان كل ما سبق غير كافٍ كي تحسدوهم عليه، فإن الوالدين النرويجيين لا يساورهما القلق عندما يتعلق الأمر بمن سوف يعتني بصغارهما، وبأي تكلفة، فبمجرد عودتهما وانتظامهما في أعمالهما طوال اليوم، يمكنهما الاستفادة من إجازة الرعاية النهارية للأطفال من سن سنة إلى خمس سنوات والمدعمة بنسبة 90% من التكلفة.
تجدر الإشارة إلى أن النرويج تقترب من جيرانها من الدول الإسكندنافية كفنلندا والسويد والدنمارك، فيما يتعلق بمصلحة الأمهات وأطفالهن.
فيما يلي نسلط الضوء على سياسات تلك الدول فيما يخص الأمومة.
فنلندا
يحصل جميع الآباء الفنلنديين بغض النظر عن مقدار دخلهم على “صندوق الطفل”، والذي يحتوي على الأدوات الضرورية للطفل في عامه الأول، كالملابس الشتوية، وملابس النوم، ومستلزمات الحمام، والحفاضات القطنية، والبطانيات والكتب والألعاب وما إلى ذلك، تُستلم هذه الأشياء في صندوق به مرتبة أطفال في قاعة، والذي يمكن استخدامه كأول سرير للطفل.
من المثير للاهتمام أن ألبرتا وأونتاريو قد بدآ برنامجهما الخاص لصندوق الطفل هذا العام، والمستوحى من النموذج الفنلندي، كوسيلة تثقيفية للوالدين حول الممارسات الصحية والآمنة لرعاية الطفل بالمنزل، فيما نوه الدليل التوجيهي الكندي للنوم الآمن أنه لا ينصح باستخدام هذا الصندوق كسرير للأطفال.
السويد
السويد هي الدولة التي تمنح أطول إجازة أمومة في العالم، إذ تصل إلى 68 أسبوعاً، يحصل الآباء خلال تلك الإجازة المدفوعة الأجر بنسبة 80% من مرتباتهم خلال أول 390 يوماً، وأما الفترة المتبقية يتحصلون فيها على مبلغ مقطوع.
تصنف السويد أيضاً ضمن الدول الرائدة في تنفيذ مبادرة المستشفيات “صديقة الطفل”، إذ إن كل المستشفيات في البلاد بلا استثناء ملتزمة بوضع الرضاعة الطبيعية كأولوية أولى.
الدنمارك
تتشابه الدنمارك مع الدول المجاورة لها، إذ تمنح الدنمارك إجازة أمومة مرنة وطويلة، تحصل الأمهات على 18 أسبوع إجازة أمومة، وكذلك يحصل الآباء على أسبوعين إجازة أبوة، كما يسمح للوالدين بعد ذلك بأخذ 32 أسبوع إجازة إضافية لرعاية الطفل، بينما يحصل الوالدان على 52 أسبوعاً فقط إجازة مدفوعة الأجر بنسبة 100%.