عند وصولك مطار كوبنهاجن الدولي وبعد أن تستلم حقائبك سوف تلاحظ عبارة ترحيبية في المطار كتبت بفخر وبالبنط العريض في واجهة المطار تقول لك “مرحباً بك عند أسعد شعوب العالم” . نعم!!! فازت الدنمارك مؤخراً وكعادتها ولعدة سنوات بأن شعبها هو أسعد شعوب العالم حسب تقرير السعادة العالمي ٢٠١٦ والمبني على عدة أمور منها الدعم الاجتماعي، النظام الصحي والحرية في الاختيار وفي اتخاذ القرار. لكن كيف وصلوا إلى هذه النتيجة؟.
حافظت النرويج على موقعها على رأس قائمة “أسعد الدول” لعام 2018 تلتها سويسرا ثم آيسلندا، وذلك في القائمة التي أعدها معهد “إيرث” بجامعة كولومبيا، بتكليف من الأمم المتحدة وشملت 157 دولة.
وكان المركز الرابع كان من نصيب الدنمارك تلتها فنلندا ثم كندا وهولندا، فيما جاءت نيوزيلاند في المركز الثامن تلتها أستراليا ثم السويد في المركز العاشر، أما الولايات المتحدة فجاءت في المركز الـ13 في حين احتلت ألمانيا المرتبة الـ 16.
السعادة هي النتيجة النهائية لعدة أمور تحققت من قبل في هذه المملكة وهذه الأمور هي التي أوصلتهم إلى هذه النتيجة النهائية وهي أن يكونوا سعداء! فبناءً على مؤشر السلام العالمي والصادر من معهد الاقتصاد والسلام فمملكة الدنمارك تعتبر ثاني أكثر دول العالم أماناً بعد أيسلندا. كذلك الدنمارك هي أطهر دولة في العالم (أقل دول العالم فساداً) حسب المؤشر العالمي للفساد.
من يمعن النظر في المعلومات السابقة يجد أن كل ما ذكر آنفاً هو أشبه بالمعادلة الرياضية! (الأمان + انعدام الفساد = تتحقق السعادة (النتيجة النهائية). وعند الدخول في تفاصيل هذه المعادلة نجد أن الدنمارك تنعدم فيها الطبقية فالفجوة بين الأغنياء والفقراء هي الأقل على مستوى العالم، هذا إن كانوا يملكون أناس يقال عنهم “فقراء” لأن فقراءهم يمتلكون من الرفاهية ما يمتلكها ذوو الدخل المتوسط في الدول العربية وأكثر. مظلة انعدام الفساد هي مظلة شاملة يدخل ضمنها أمور كثيرة كالعدالة، المساواة في الفرص والحقوق التعليمية والصحية والوظيفية، الحرية وأمور كثيرة أخرى تجعلها دولة آمنة يسير فيها الراكب لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.
يقول ريتشارد ويلكنسون “إذا أراد الأمريكان أن يحققوا أحلامهم فعليهم الانتقال إلى الدنمارك” وأنا أقول “إذا أراد العرب أن يحققوا أحلامهم ويكونوا سعداء فعليهم أن يتبعوا الدنمارك” .
المصدر: وكالات