تشكل النرويج الجزء الغربي من إسكندنافيا في شمال أوروبا. ساحلها متعرج يتخلله العديد من الفيوردات الهائلة وآلاف الجزر. يبلغ طول الساحل 2,500 كم (1,600 ميل) لكنه يصل إلى 83,000 كم (52,000 ميل) عند ضم هذه الجزر والفيوردات. تشترك النرويج مع السويد في 1,619 كم (1,006 ميل) من الحدود البرية و 727 كم (452 ميل) مع فنلندا و 196 كم (122 ميل) مع روسيا في الشرق. أما إلى الشمال والغرب والجنوب فيحدالنرويج بحر بارنتس وبحر النرويج وبحر الشمال وسكاجيراك.[46]
المساحة
من مساحة البلاد البالغة 385,252 كيلومترًا مربعًا (148,747 ميل مربع)، بما فيها سفالبارد وجان ماين، تهيمن المناطق الجبلية والمرتفعة على البلاد مع وجود العديد من المظاهر الطبيعية التي نشأت عن الكتل الجليدية في عصور ما قبل التاريخ والطبوغرافيا المتنوعة. من أبرز هذه المعالم هي الفيوردات: وهي عبارة عن أخاديد عميقة محفورة في الأرض غمرتها مياه البحر بعد نهاية العصر الجليدي. أطولها هو سوجنيفيوردن بطول 204 كم (127 ميل). يعد سوجنيفيوردن ثاني أعمق فيورد في العالم وبحيرة “هورنيندالسفاتنيت” أعمق بحيرة في أوروبا.[47] يمكن مشاهدة الأرض متجمدة طوال العام في المناطق الجبلية المرتفعة وفي المناطق الداخلية من مقاطعة فينمارك. كما توجد العديد من الأنهار الجليدية في النرويج.
المناخ
تتكون معظم الأراضي النرويجية من صخور الغرانيت وصخور نايس الصوانية، كما يمكن العثور على الاردواز والأحجار الرملية والحجر الجيري في طبقات الأرض، كما تحتوي الارتفاعات الأدنى على رواسب بحرية. بسبب تيار الخليج
والرياح الغربية السائدة تعيش النرويج درجات حرارة مرتفعة نسبياً وهطول الأمطار يفوق ما هو متوقع في مثل هذا الموقع الشمالي وخصوصاً على طول الساحل. يعيش البر الرئيسي للبلاد أربعة فصول متميزة حيث يكون الشتاء بارداً مع انخفاض هطول الأمطار داخلياً. في الجزء الشمالي يكون المناخ قطبياً شمالياً بحرياً ثانوياً، في حين تعيش سفالبارد مناخ التندرا القطبي.
يرتفع معدل هطول الأمطار في الأجزاء الجنوبية والغربية كما يكون شتاؤها أكثر اعتدالاً من الجزء الجنوبي الشرقي. تمتلك الأراضي المنخفضة حول أوسلو صيفاً دافئاً ومشمساً لكن البرد والثلوج تهيمن في فصل الشتاء (خاصة داخلياً). ارتفع متوسط درجات الحرارة خلال العقود الماضية مما خفض من عدد الأيام التي يغطي فيها الثلج المناطق المنخفضة.
تمتد النرويج على عدد من خطوط العرض، بالإضافة إلى التنوع الواسع في تضاريس البلاد. كل ذلك جعل من النرويج موطناً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية تفوق في تنوعها أغلب الدول الأوروبية. هناك ما يقرب من 60,000 نوع من الكائنات الحية في البر النرويجي والمياه المتاخمة لها (باستثناء البكتيريا والفيروسات). كما يعتبر النظام البيئي البحري على الجرف النرويجي الكبير مثمراً جداً.[48] يستوطن البلاد ما يقرب من 16,000 نوع من الحشرات (ويقول البعض أن هناك 4,000 نوع آخر أيضاً ينتظر الوصف) و 20,000 نوع من الطحالب و 1800 نوعاً من الأشنيات و 1,050 نوعاً من الحزازيات و 2,800 نوعاً من النباتات الوعائية وما يقرب من 7,000 نوع من الفطريات و 450 نوعاً من الطيور (250 أنواع تعشش في النرويج) و 90 نوعاً من الثدييات و 45 من أسماك المياه العذبة و 150 من أسماك المياه المالحة بالإضافة إلى 1000 نوع من لافقاريات المياه العذبة و 3500 نوع لافقاريات المياه المالحة.[49] وصف العلم ما يقرب من 40,000 من هذه الكائنات، تضم القائمة الحمراء لعام 2006 3886 صنفاً منها.
يدرج 17 نوعاً في هذه القائمة بشكل أساسي بسبب خطر انقراضها عالميًا، مثل القندس الأوروبي حتى وإن لم يكن هذا النوع مهدداً في النرويج بالذات. هناك 430 نوعاً من الفطريات في القائمة الحمراء ويرتبط العديد منها بشكل وثيق مع المناطق الصغيرة المتبقية من الغابات القديمة. هناك أيضاً 90 نوعا من الطيور على اللائحة و 25 نوعاً من الثدييات. يدرج حالياً 1,988 نوع كمهدد بالانقراض أو مهدد بدرجة دنيا وفقاً لتقرير عام 2006؛ ومن هذه الأنواع وُصف 939 نوعًا بأنه مهدد بدرجة دنيا و 734 مهددة بدرجة وسطى، و 285 نوعًا مهدد بدرجة قصوى. من بين هذه الأنواع: الذئب الرمادي والثعلب القطبي (أعداد طبيعية في سفالبارد) وضفدع البرك.
الطبيعة
يمكن للناظر أن يطالع عددًا من أكثر المناظر الطبيعية الخلاّبة في العالم بالنرويج، حيث يضم الساحل الغربي لجنوب البلاد وسواحل شمالها حالياً بعض المشاهد الساحرة الفريدة عالمياً. صنفت جمعية ناشونال جيوغرافيك الفيوردات النرويجية على أنها مصدر الجذب السياحي الأعلى في العالم.[50] في عام 2008 وضع مؤشر الأداء البيئي النرويج في المركز الثاني بعد سويسرا استنادا إلى الأداء البيئي لسياسات البلاد.